بينما كنت اتقلب بحثا عن نوم فر مني ,و ""حلف مايجيني"" قررت ولوج عالم الذكريات , لانبش في ملفات ""سري للغاية""
""حسب تصنيفات ذاكرتي"" , و تذكرت هاته القصة , التي جرت في مكان ما , و لعائلة ما ...
المكان : ""عوينة موكا"" و جميع الامكنة .
الزمن : كل الازمنة
الحدث : مع السطور و بينها هو مرصود
"" كاد الفقر ان يكون كفرا ""
"عوينة موكا" من هنا اطلق أول صرخة, بعد أن عانت في حمله و وولادته الامرين ..تقدمت حليمة ""القابلة"" نحوها لتبشرها
بأنها انجبت ولدا , و كم كانت فرحتها كبيرة عند سماعها لذلك , فلطالما لقبت بام الخمس بنات , لانها لم تنجب منذ زواجها
ب""حمادي"" سوى البنات , "فاطمة" . "السالكة" . "جميلة" , "لكبيرة" و "سناء" ....
وفاة ..
وصل "حمادي" و كأنه بركان قابل للانفجار في أية لحظة ,- رجل في الاربعة و الاربعين من عمره , يتميز بقوة
بدنية , مما يتناسب و طبيعته عمله ك""حمال"" , غالبا ما تتحول شخصيته الضاحكة و الهزلية في الشارع , الى
متسلطة , مخيفة داخل هاته ""لبراكة"" التي يعيش فيها رفقة زوجته ""حفيضة"" و بناته الخمس , و المولود الجديد
-- ""شنو ولدات هاد لمسخوطة تاني"" , ""ولدات دري اسي حمادي"" , فهدأ البركان فجأة ثم صرخ في وجههن
""وا زغرتو العيالات , تزاد عندي ولد"" , و انطلق بسرعة نحو الوليد دون أن يعير اهتماما لحال زوجته --امرأة
في الثانية و الثلاثين من عمرها , ظهرت التجاعيد على وجهها الذي يوحي منذ أول نظرة بمعاناة سنين
عاشتها مع ذلك الرجل , حالتها الصحية غالبا ما تكون متدهورة , لكنها كثيرا ما تجدها منهمكة في أشغال البيت
""التصبين , غسيل الماعن , الطياب الخ"" و في أوقات الراحة تحمل "سيفين" بين يديها و تشرع في الخياطة --
التي ساءت حالتها الصحية بعد هاته الولادة المضنية , و توفيت بعد ذلك بيومين ...
و مرت السنين ...
هاجرت فاطنة الى الامارات بعد حصولها على عقد ""عمل"" هناك , و بفضلها لحقتها ""سناء"" التي لم تجد صعوبة في
الاندماج هناك , و تزوجت باحد العراقيين المقيمين في """"""""""""" أما أختهما ""السالكة"" فقد اقتنعت بالحجاب و تزوجت شابا
ملتزما من أبناء ""الحومة"" , و بقيت لكبيرة وحيدة بجوار والدها الذي قهرته الامراض فمن ""الروماتيزم"" الى داء السكري
, الذي يشهد له الجيران أن ""ولدو هو اللي ركبو فيه"" ""خالد" الذي لم يقتنع والده بادخاله المدرسة ""اش غايولي كاع بيلوط ؟؟"
ربح جائزة إقامة لمدة عشر سنين في سجن سلا , بعد أن تورط في عملية سطو مسلح ""بجناوة"" ذهب ضحيتها أحد حراس السيارات
الليليين , في تلك ""الزنقة"" التي بنيت فيها صناديق إيواء , منحت من طرف الدولة لمن هدمت بيوتهم خلال عمليات هدم
""دور الصفيح"" التي تدخل في إطار مشروعها ""مدينة بدون صفيح"" ...
عودة ....
عادت "فاطمة" و "سناء" , و هن أمهات لطفلين ""سناء من العراقي و فاطمة من ""عقد العمل""" فتغيرت الوضعية
الى الاحسن , و أضحى ""حمادي"" بفضل بنتيه من كبار التجار , و تزوجت لكبيرة من أحد أصدقاء والدها ..
جريمة الشرف ..
جاء العفو الملكي , ليغادر "خالد"" السجن قبل انتهاء المدة المحددة , الكل في استقباله امام باب السجن
و عند الوصول الى البيت أقيمت حفلة كبيرة على شرفه , و ما لبث إلا قليلا
حتى عاد إليه ليكون الحكم بالمؤبد مصيره , و كانت جريمته جريمة شرف ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق