أفتتح مدونتي بقصة قصيرة تحت عنوان كليماتيزور، و هي قصة مستوحاة من الواقع الذي تعيشه أحياؤنا الشعبية، و قد كتبت بأسلوب فريد من نوعه حيث يتم فيها الدمج بين اللغة العربية الفصحى و الدارجة المغربية كمكون رئيسي للقصة ، دون أن أطيل عليكم أترككم مع القصة التي أتمنى أن تنال إعجابكم
~ كليماتيزور ~
وصل حمادي باكرا لمقر عمله "الصباحاتو الله أنوض تكعد عليا من هنا واش انا فاتح ليكوم خيرية هنا " صرخ بقوة موجها كلامه لأحد الصبية الذين وجدهم مصطفين أمام "لكاراج"
"مااالك كاتغوت الواليد راه غير كانتبردو فهاد ضليلة قهراتنا الشمش" أجابه أحدهم
عرفتي شنو وا نيويرك وا وااعرة فيها شي دريات والقرطاس" ،
واييه اصاحبي تا راه فاش كنت فلبلاد كان مابينا و بين نيويورك ها 2 ميترو و ماكانتش مي كاتخليني نمشي ليها وا خليونا نعسوا هادوك ل... راه الشمش مابقا ليها والو و تبدا طنطن فينا .
التوى كل واحد منهم على نفسه و افترشوا الأرض و بعضا من ورق الكرتون المتناثر في الشارع و كل منهم
يهذي بما يسول له عقله الذي لعبت به "التشمكيرة" فمنهم من غادر أرض الوطن لجزيرة ما ، و منهم من التقى بوالديه في القبر ، و منهم من تظهر له فتاة في أحلامه و يتخيل أنها نائمة بجانبه .
حمادي
يبدو أن حمادي اليوم نشيط و فرح على غير عادته ، خرج من المنزل و هو يتسول الدعوات من زوجته و أمه ، بينما خرج البارحة وهو ينزل على زوجته بوابل من الشتائم التي لم تنجو منها حتى أمه المسكينة "لالا الزوهرة" ، مما جعلهما يشكان أن فريق الرجاء البيضاوي فاز ببطولة ما ، أو انتصر على الوداد -"بحكم أنه رجاوي و بيخير- فسألتا أحد شباب الحي عن ذلك لكنه أجاب بالنفي مما زاد في دهشتهما .
سمحمد دوز عندي معا لعشرة باش نقادو لبلاصة للمسائل اللي غانحيب فلعشية. هكذا خاطب حمادي محمد بعد أن
التقاه عند البقال و هو يشتري علبة سجائر من نوع "كازا"
صافي كون هاني لعشرة هانا عندك و نجيب معايا لماتيرييل .
أودي الله يخليك لينا ا سي محمد و صافي.
وصل حمادي لمقره ، ووجد "عادل" في انتظاره متكئا على حائط كتبت عليه عبارة "ممنوع البول و إلى..." ، طرد "الشمكارة" الذين عادة ما يجدهم نائمين أمام "لgاراج" بعد ان أشبعهم ركلا بحذائه الذي أكل عليه الدهر و أضحى شبيها ب"الصندالة " .
الساعة الحادية عشرة و النصف و لا زال حمادي ينتظر محمد ،عاد عادل و هو يلهث بعد أن أرسله حمادي لينادي عليه ".ه.ا ه.و ج.اي
اه صافي ها هو شفتو ...
وا فين هاد التعطيلة أ سي
آو ساعة و نص ولا ساعتين تا هي كاتحسبها تعطيلة" أجابه محمد
أودي راني مزروب راني وصيتهوم يوصلو ليا لمسائل معا جوج
وا صافي حنا لوحدة إلا تعطلنا نكونو سالينا ، يالاه حيد عليا هاد لكرسي و هاد لفوطات من هنا باش نيدا نحفر لبلاصة" ، حمل محمد مطرقته و شرع يضرب في الحائط ضربات قوية ترج المكان بأسره و هو يصرخ بعد كل ضربة "آلحافض الله" و يرتشف بعدها من دخان "كازا" رشفة ثم يضرب الضربة الموالية .
وصلت شاحنة صغيرة أمام محل حمادي ، انطلقت بعدها ألحان فرقة "الدقة المراكشية " و زغاريد زوجته و والدته
محتفلين بوصول تلك الحافلة ، كما لو أنها تقل عروسين في ليلة الزواج ، نزل رجلان من الحافلة ، عانقهما حمادي
بحرارة ، و أمر أحدهم شخصا كان جالسا في الخلف "راكب فالهواء الطلق" بأن ينزل ذلك الشيء ، إنها علبة كرتون كبيرة الحجم ، مكتوب عليها بالصينية و عليها توقيع بالأزرق ، "هاك ها الأمانة وا دور معانا بشي بركة " ، استل حمادي ورقة من فئة خمسين درهما من جيبه بصعوبةو أعطاها لهم ، هكذا حمل "عادل" العلبة إلى الداخل ، و فتحها تحت الزغاريد و نغمات "الدقايقية" .
-------------
وصل "الترسيان ""رشيد" ليقوم بتركيب "الكليماتيزور " في المربع الذي حفره محمد في الحائط ، و علامات البهجة
واضحة على محيا حمادي و عائلته ، باستثناء "عادل" الذي ظهر و هو يتكلم مع أحد أصدقائه " آش هاد الشوهة
داير لمعلم ديالك أعشيري" "ههه وا ها نتا كاتشوف هاد بنادم ا ساط " .
انتهى
جميل ما شاء الله عليك أخي عزيز بداية موفقة
ردحذفو ألف ألف مبروك المدونة الجديدة ومرحبا بك في عالم التدوين :P